الصالون الدولي للكتاب.. تظاهرة ثقافية بامتياز
17 تشرين2 2024 سمية رحماني
سمية رحماني
153

الصالون الدولي للكتاب.. تظاهرة ثقافية بامتياز

أسدل الستار أمس على المعرض الدولي للكتاب في طبعته 27 الذي حمل شعار» نقرأ لننتصر« بعد عشرة أيام كانت عبارة عن تظاهرة ثقافية بامتياز، فمنذ اليوم الأول لافتتاحه، شهد المعرض توافدا غير مسبوق للزوار من كل ربوع الوطن وكل الفئات العمرية، التي جاءت لتجسد من حيث الدلالة شعار المعرض، الذي قرن انتصار الجزائر بالقراءة، بكل ما تعنيه من التزود بالمعرفة، التي هي أساس التقدم في شتى الميادين، وقد شهد المعرض خلال أيامه العشر عديد الأنشطة الثقافية، من محاضرات وندوات ولقاءات فكرية، تناولت السينما والمسرح والأدب والتاريخ، خاصة وأن المعرض تزامن وإحياء الجزائر سبعينية اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة. 
قطر تستعرض هويتها الثقافية بعروض مشوقة   
كانت البداية مع جناح قطر ضيف الشرف لطبعة 27 للمعرض الدولي للكتاب، والذي عرف إقبالا ملحوظا من طرف الزائرين للوقوف على الهوية الثقافية لهذا البلد والاطلاع على عاداته وتقاليده وتراثه.
تميز جناح قطر بتقديم القهوة والشاي والحلوى التقليدية الخاصة بهذه الدولة الشقيقة، وللتعرف أكثر على ما تتميز به قطر ثقافيا وتراثيا، كان لنا لقاء مع الأستاذ بدر علي خبير الشؤون الإدارية في دولة قطر، حيث عبر المتحدث عن فرحتهم كونهم ضيف شرف لهذه الطبعة التي تحمل عنوان »نقرأ لننتصر«، وأضاف الأستاذ بدر علي، أن مشاركتهم ليست فقط لعرض الإصدارات الخاصة بدولة قطر، بل تهدف لتعريف الجمهور الجزائري بثقافة وعادات الشعب القطري، الذي تربطه به علاقات وطيدة.
وأضاف المتحدث أنه تم تقديم القهوة والشاي القطري مع الكعكة تسمى »الخنفروش«، التي يتم تقديمها لكل الضيوف في كل بيت قطري، وتعد الكعكة الأساسية في المائدة القطرية، وكذا نبتة تسمى»المشموم« تستخدمها النساء القطريات لتتعطر بها لأن رائحتها فعلا جميلة، إلى جانب التعريف  بالمهن القديمة التي كان يمتهنها القطريون قبل النفط.
وعن الإصدارات، التي شاركوا بها، وهي تابعة لوزارة الثقافة وإدارة المطبوعات والنشر بقطر، قال أنهم جاؤوا بالعديد من الكتب القيمة والنادرة  حيث تعود لـ  150  سنة وأقلها إلى 70 سنة إلى أخر إصدارات هذا العام، مشيرا أن الكتب المعروضة ليست موجهة للبيع وإنما للاطلاع عليها،  ويمكن للقراء الحصول على هذه النسخ المعروضة في الجناح عبر الشفرة الالكترونية، باعتبار أن قطر دولة تشجع وتدعم المقروئية وتحرص على نشر الثقافات العالمية.  
وذكر المتحدث أن الجناح عرف إقبالا كبيرا من طرف الزوار الجزائريين الذين توافدوا على الجناح للتعرف على كل ما يخص قطر من عادات وتقاليد ومؤلفات الكتاب القطريين، وهذا ما زاد من بهجة وسرور ضيوف الطبعة 27 لمعرض الكتاب، حسب تصريح ممثل الجناح.
وأبدى المتحدث انبهاره بأرض الجزائر قبل أن تطأ قدماه أرضية المطار الدولي هواري بومدين، واصفا إياها بأنها »جنة فوق الأرض «.
جناح المطبوعات للجيش الوطني الشعبي.. جاذبية وتميز  
وحطت « صوت الأحرار » رحالها بالجناح المخصص لمطبوعات الجيش الوطني الشعبي، والذي شهد إقبالا كبيرا للزوار، حيث حظي باهتمام المواطن لمعرفة كل ما يصدر عن مؤسسة الجيش الوطني، وتصفح كل المجلات المعروضة بتمعن، مع الحرص على توجيه عديد الأسئلة على إطارات الجيش المسؤولين على الجناح، الذين تعاملوا بحرفية عالية مع المتوافدين والإجابة على الكم الهائل من الأسئلة المطروحة عليهم.
ومن بين المؤسسات التي كانت حاضرة مؤسسة طباعة الجيش، حيث حدثنا الرائد حلفاني بلال، بأن هذه المطبعة تقوم بتصميم وإنتاج وتوزيع مختلف المطبوعات وتلبية احتياجات المؤسسة العسكرية وكذا المؤسسات العمومية والخاصة.
وأضاف الرائد حلفاني أن الهدف من المشاركة في هذا المعرض هو التعريف والترويج للإمكانيات المادية والتقنية والبشرية التي تتوفر عليها مؤسسه الطباعة للجيش في المجال وأن المؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري في خدمه المؤسسات الوطنية.
وقال النقيب بالحوت عبد الصمد ممثل عن المدرسة العليا العسكرية للإعلام والاتصال بعد ترحيبه بـ »صوت الأحرار« في جناح الجيش الوطني الشعبي وبالضبط في قسم المدرسة العليا العسكرية للاتصال والتي تشارك في الطبعة 27 للصالون الدولي للكتاب بعرض مجلة مصداقية وهي مجلة دولية علمية محكمة تصدر عن المدرسة بمجموعة عددين سنويا، تضمن نشر بحوث ودراسات إعلامية واقتصادية وأمنيه، اجتماعيه وكذا إنسانية.
وأضاف المتحدث أن المقالات المنشورة في المجلة تخضع إلى هيئه علمية محكمة، وبعد نشرها يتم الاطلاع على المجلات والمقالات المنشورة في البوابة الالكترونية للمجلات الجزائرية المعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأشار النقيب أنه منذ افتتاح الصالون، عرف الجناح إقبالا واسعا لمختلف شرائح المجتمع وبالخصوص فئة الشباب للتعرف على محتوى المجلات وكذا المقالات ألمنشورة وكيفية النشر كما تم تقديم شروحات عن  كيفيه كتابتها.
وفي نفس الجناح، كان حاضرا المتحف المركزي للجيش الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وقال الممثل عن هذه المؤسسة النقيب بن عمر، أن مشاركة المتحف المركزي للجيش تعد للمرة الثالثة على التوالي في فعاليات الصالون الدولي للكتاب،  حيث يحمل فكرة خاصة بتاريخ العسكري الجزائري، وله أبحاث ومطويات هي خلاصة ونتيجة أبحاث باحثين وأساتذة متخصصين في التاريخ العسكري الجزائري،  تحتوي على أبحاث ودراسات خاصة بتاريخ العسكري الجزائري منذ فتره ما قبل التاريخ مرورا بالعهد المعاصر وصولا إلى ثورة نوفمبر المجيدة.
مجلس الأمة.. جناح يغري ويثير الاهتمام 
مجلس الأمة حاضر بقوة في الصالون الدولي للكتاب، هذا ما أثار انتباهنا ونحن  تتجول  بين أروقة المعرض جناح مزخرف ومزين بفن الأربيسك، الذي يرمز إلى الثقافة العربية المميزة، مكتوب على مدخل الجناح »مجلس الأمة« الذي يشارك لأول مرة في هذه الطبعة  التي تزامنت مع شهر اندلاع الثورة المجيدة حاملة شعار »نقرأ لننتصر« وبمجرد دخولنا جناح الغرفة العليا للبرلمان، استقبلتنا ممثلة الجناح المديرة الفرعية للمنشورات بمجلس الأمة، رجال دليلة، بابتسامة جميلة وتقديم الحلويات لكل زائر، مع تقديم شروحات مفصلة عن المنشورات الخاصة بمجلس الأمة ما لقي استحسان الزوار لمشاركة مجلس الأمة في معرض الكتاب وتعريف المواطن بإصداراته، الأمر الذي كان يجهله العديد من الوافدين على المعرض.
وذكرت دليلة رجال أن هناك منشورات يقدمها المجلس مجانا لزواره في مقره المتواجد بشارع العربي بن مهيدي، مرحبة بكل من أراد آن يتحصل على نسخة من العناوين، موضحة أن هذا يندرج في إطار انفتاح المجلس على المحيط العام وتمكين المهتمين من الاطلاع على منشورات هذه الهيئة التشريعية، التي تحرص على  
وقالت دليلة رجال، »أردنا من خلال هذه المشاركة أن ننشر كل منشورات وإصدارات مجلس الأمة فقط، لدينا إصدارات ومنشورات متنوعة ومختلفة وثرية، إصدارات تخص الفعاليات التي ينظمها المجلس، حيث لدينا مجلتين مجلة علمية ومجلة إعلامية، «.
وأضافت أن لدى المجلس إصدارات خاصة وكتب من أهمها، حصيلة نشاطات مجلس الأمة، كما لديهم جريدة رسمية للمداولات مجلدة، دليل أعضاء مجلس الأمة، الكتاب الذهبي لمجلس الأمة وأخر إصدارات مجلس الأمة كتاب يتكون من ثلاثة  أجزاء لرئيس المجلس المجاهد صالح قوجيل، وكذلك هناك إصدار أخر وهو من أهم الإصدارات، وهو خطاب رئيس الجمهورية الموجه للأمة أمام البرلمان بغرفتيه، وقد طبع بثلاث لغات»عربية، فرنسية، إنجليزية«.
أما بخصوص إقبال الزوار على الجناح، أوضحت أن هناك إقبالا كبيرا من قبل زوار المعرض، للاستفسار عن دور مجلس الأمة وأهم منشوراته، وهل مجلس الأمة يصدر كتبا؟ » موضحة أن مجلس الأمة في إطار التفتح على المجتمع، وفي إطار إرساء ثقافة برلمانية والتفتح على المجتمع، ينظم ندوات وأبوابا مفتوحة،
وكذا أياما دراسية وبرلمانية، وكل هذه الفعاليات تنشر وهذا منذ سنة 1998، وقالت إن هذا المعرض كان مناسبة مفيدة، للاقتراب أكثر من كل شرائح المجتمع كبار، صغار، شباب، طلبة، أساتذة، وباحثين، من كل ربوع الوطن حتى النساء الماكثات بالبيت كانت  لقاءات بهن، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الوطنية، التي زارت الجناح، وأضافت أن من سياسة مجلس الأمة، منذ تأسيسه، تنظيم أبواب مفتوحة، لمختلف المؤسسات التربوية والتعليمية والجمعيات، وهذا يندرج في إطار التواصل مع كل مكونات المجتمع وتأكيد أهمية مجلس الأمة كهيئة تشريعية عصرية ومتفاعلة مع المحيط العام.   
المجلس الأعلى للغة العربية.. بيان أول نوفمبر بالذكاء الاصطناعي
ومن مجلس الأمة إلى المجلس الأعلى للغة العربية كان لقاؤنا مع رئيس المجلس الدكتور صالح بلعيد  الذي تحدث  إلى »صوت الأحرار«  قائلا » أن مشاركة المجلس كعادته دائما ترمي إلى عرض منشوراته القديمة والحديثة بمجموعة 386 عملا جاهزا «.
وكشف بلعيد في هذا الصدد عن مشاريع أخرى في حدود 16 عنوان سيتم عرضها في اليوم العالمي للغة العربية، يقول »نريد أن نفاجئ بها الجمهور الجزائري في اليوم الكبير وهو اليوم العالمي للغة العربية«.
 أما عن الأعمال المعروضة فتتنوع بين القديمة والحديثة، كما تم إصدار مجلدين وعرض معجم تاريخي، كما تم استحداث كتاب يحمل عنوان « بيان أول نوفمبر نص ثورة التحرير المجيدة » ، بالذكاء الاصطناعي، وضع صور مجموعة الستة المفجرين للثورة يتم طرح عليهم الأسئلة خاصة ببيان أول نوفمبر ويجبون بتقنية »أولغرام« .
وصرح الدكتور بلعيد أن المجلس الأعلى للغة العربية وقع اتفاقيات مع اليونسكو والأليسكو وكذلك مع المملكة العربية السعودية باعتبارها تشكل كرسي الثقافة العربية في اليونسكو، ولهذا نحن نأخذ منها الشعار ونحتفي به مثل شعاره هذه السنة « مساهمة اللغة العربية في الحضارة الإنسانية »، ونحن جاهزون لليوم الكبير الذي هو اليوم العالمي للغة العربية.
كما وجه الدكتور بلعيد رسالة إلى الشباب الجزائري: »أقول لهؤلاء الشباب لا تنكروا تاريخكم أبدا، افتخروا بتاريخكم أمام العالم، فأنتم مستقبل الجزائر الجديدة ».

رأيك في الموضوع

التعليقات ملك لصاحبها ولا تخص الجريدة