وقف إطلاق النار يؤكد أن ملحمة طوفان الأقصى فشل مدوي للعدو الصهيوني وداعميه
21 كانون2 2025 حاورته: سهام بلوصيف
حاورته: سهام بلوصيف
56

وقف إطلاق النار يؤكد أن ملحمة طوفان الأقصى فشل مدوي للعدو الصهيوني وداعميه

أوضح الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي الأستاذ معن بشور في حديث ل « صوت الأحرار » أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة جاء ليؤكد أن نتائج ملحمة « طوفان الأقصى » كانت فشلا مدويا للعدو الصهيوني وداعميه، وقال إن جذوة المقاومة في فلسطين مستمرة، مشددا على أن معركة إعمار غزة امتحان لعروبة كل عربي.


* ما تعليقكم على الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة؟

 

 

- لعل أبلغ تعليق وأصدقه هو القول أن هذا الاتفاق جاء ليؤكد أن نتائج ملحمة « طوفان الأقصى » التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023 كانت فشلاً مدوياً للعدو الصهيوني وداعميه، وكانت نصراً مدوياً للدم الفلسطيني واللبناني واليمني والعراقي والسوري الذي تدفق على مدى عام وثلاثة أشهر ليؤكد أن الدم الذي يحمل قضية محقة أقوى من السيف، وإن العين التي تمتلك رؤية سليمة أقوى من الخنجر.

ولعل أكثر ما يكشف الهزيمة الإسرائيلية المدّوية هو أن نتنياهو الذي بدأ حرب الإبادة على غزة بقوله « إنه يريد تصفية حركة (حماس) ويستعيد بالقوة رهائن في يد المقاومة » وجد نفسه يوقع اتفاقا مع (حماس) ولم يستطع رغم شراسة عدوانه ووحشيته أن يستعيد أسيراً واحداً إلا باتفاق مع (حماس) وقوى المقاومة.

أما المظهر الثاني لهزيمة العدو المطلقة التي رأيناها بعد الوعد « بالنصر المطلق » الذي أطلقه نتنياهو فهو مظهر أهالي غزة يعودون سيرا على أقدامهم إلى المناطق التي أجبروا على تركها في شمال غزة بفعل وحشية القصف الصهيوني فيما كان مخطط نتنياهو تهجير أهل غزة إلى سيناء فيما يشبه نكبة 1948.

* في بداية العدوان الصهيوني، صرح نتنياهو أنه سيدمر حركة حماس التي فقدت العديد من كوادرها على رأسهم اسماعيل هنية ويحيى السنوار، هل نستطيع أن نقول أن جذوة المقاومة مازالت مشتعلة؟

 

 

- بالتأكيد جذوة المقاومة مستمرة، بل لم يتمكن الأعداء من إخمادها منذ أكثر من مئة عام، حيث الثورات الفلسطينية متلاحقة، والمقاومة الفلسطينية متصاعدة، تقدم الشهيد تلو الشهيد، والقائد تلو القائد في معركة تحرير الأرض، وهذا مرده إلى صلابة الشعب الفلسطيني وعمق إيمانه بالله وبحقه الوطني المسلوب، واختياره، كما فعل شعب الجزائر، وكافة الشعوب التواقة للحرية، وهو اختيار طريق المقاومة والكفاح المسلح، فإذا كان عمر الثورة الجزائرية الحقيقي هو 131 سنة، فإن عمر المقاومة الفلسطينية قد تجاوز القرن منذ وعد بلفور عام 1916 والوعود الاستعمارية من بعده.

 

* ما هي قراءتكم لخطاب نتنياهو بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار ؟

 

- ليس صعباً على أي مراقب دقيق لخطاب نتنياهو تعليقاً على اتفاق وقف حرب الإبادة، شكلاً ومضموناً، أن يلاحظ دون صعوبة أن مجرم الحرب الملاحق من القضاء الدولي كان يجهد نفسه في إيجاد تبرير أمام جمهوره لاضطراره إلى وقف الحرب التي طالما وعد أنها لن تتوقف حتى « النصر المطلق »، ولذلك كان وعده بالعودة إلى القتال في أي لحظة محاولة لتهدئة الجمهور الإسرائيلي الغاضب من فشله ومن كذبه ومن وعوده الجوفاء.

لقد عوّدنا الخطاب الصهيوني منذ قيام هذا الكيان المصطنع أن يكون خطاب إنكار للحقوق والحقائق، ويعكس إصرار الصهاينة على دفن رؤوسهم في رمال الوهم الكاذب العاجز عن إدراك أن الحق لا يموت وأن أهل الحق لا يمكن أن يفرطوا في حقوقهم.

 

* كيف ترون عملية إعادة إعمار غزة بعد 15 شهرا من المجازر الصهيونية؟

- لا شك أن معركة إعمار غزة، كما إعمار المناطق اللبنانية المتضررة من العدوان، هي استكمال لمعركة صدّ العدوان وإسقاط حرب الإبادة، وبالتالي هي مهمة عربية وإسلامية ودولية في آن، بل هي امتحان لعروبة كل عربي، ولإيمان كل مؤمن، ولإنسانية العالم بحكوماته ومنظماته وقواه الحيّة.

إن النصر الميداني التاريخي لا يكتمل إلا بانتصار في إعادة إعمار غزة وكل المناطق المنكوبة، ويجب أن تبدأ عملية إعادة الإعمار فوراً وأن تجري معاينة التدمير والأضرار لكي نزيل فعلاً أثار العدوان، مع إدراكنا أن من تسبب بهذا العدوان، أي الكيان الصهيوني وكل الحكومات الداعمة له إبان هذا العدوان، هم من يجب أن يتحمل أولاً مسؤولية وتكاليف عملية إعادة الإعمار لأنهم مسؤولون عن الدمار الذي حل بفلسطين ولبنان.

ومن هنا فإننا ندعو أن تكون مهمة قوى التضامن والمشاركة لشعبنا في فلسطين ولبنان وغيرهما أن تركز على الضغط من أجل الإسراع في البدء بإعادة الإعمار وأن تتحمل الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي مسؤولية هذا الإنجاز الذي يشكل الحد الأدنى من التعويض عن الموقف المتخاذل من حكوماتنا وحكومات الغرب تحديداً تجاه هذه الجريمة الكبرى بحق الإنسانية.

رأيك في الموضوع

التعليقات ملك لصاحبها ولا تخص الجريدة