نجيب بلحيمر
394

قوة الشر العظمى

أكثر من مائتين وعشرة شهداء وأربعمائة جريح هي حصيلة المجزرة التي ارتكبها جيش قتلة الأطفال لتخليص أربعة من الأسرى كانوا في قبضة المقاومة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.


العملية تمت بمشاركة أمريكية مباشرة حسب تصريحات مسؤولين أمريكيين لموقع أكسيوس، وتفيد تقارير بأن العملية انطلقت من الرصيف الأمريكي العائم في منطقة غزة الذي أعيد تشغيله قبل هذه العملية بيوم واحد فقط بعد أن تضرر بسبب الرياح القوية والأمواج العاتية التي ضرب ساحل غزة الأسبوع الماضي.

المجزرة التي ارتكبت بالأمس وقبلها مجزرة قصف مدرسة لأونروا تأوي النازحين أظهرت أن الإبادة هي السلاح الوحيد الذي يمضي الكيان في استعماله بدعم ومشاركة أمريكية مباشرة، وقد أظهرت عملية تخليص الأسرى الأربعة أن كل ما يقوله بايدن وأركان إدارته عن السعي إلى وقف إطلاق النار هو جزء من التضليل الذي يهدف إلى مباغتة المقاومة.

ما حدث أمس هو مساعدة أمريكية حاسمة للقتلة في تل أبيب، وهي أفضل هدية قدمتها واشنطن لمجرم الحرب المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو وهو ما يكشف زيف الادعاءات التي ترددت منذ بداية العدوان على غزة من غضب أمريكي من حكومة الإرهابيين في تل أبيب، وقد سارع الرئيس الأمريكي ومساعدوه إلى تهنئة إسرائيل دون أدنى إشارة إلى المجزرة التي ارتكبت في النصيرات أثناء تخليص الأسرى الأربعة وأكد مستشاره للأمن القومي أن أمريكا تدعم تخليص جميع الرهائن بكل الوسائل وهذه تزكية صريحة لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ ثمانية أشهر بحجة استعادة الأسرى.

تخوض أمريكا حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني على الجبهات كافة، فبأسلحتها يقتل الأطفال والمدنيون من النساء والشيوخ، وبذخائرها يحرق النازحون أحياء، وبجهودها الاستخبارية يتم تعقب المقاومين، وفوق هذا كله بنفوذها يتم ضمان الحصانة واللاعقاب للمجرمين الصهاينة، ووصل الأمر إلى حد المشاركة المباشرة في العمليات العسكرية، ورغم كل هذا تصر الأنظمة العربية على التعامل مع أمريكا كوسيط في المفاوضات وتخضع لابتزازها لممارسة مزيد من الضغط على قيادات المقاومة لانتزاع التنازلات التي عجزت إسرائيل عن تحصيلها بحرب إبادة لم يشهد العالم لها مثيلا.

الكيان الصهيوني صنيعة الغرب ولا يمكنه أن يحقق نصرا عسكريا دون تدخل مباشر من الغرب، بل إنه غير قادر على حماية نفسه دون المساعدة الأمريكية والغربية كما حدث أكثر من مرة منذ السابع أكتوبر المجيد، وهذا يكفي ليوقن العرب بأن المواجهة هي في المقام الأول مع القوة العظمى للشر.

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها بالعلامة(*). علامات HTML غير مسموحة