خالد شبلي
190

عام من الطوفان

الطوفان يؤرخ لما قبله وما بعهده، وأعاد كتابة التاريخ من جديد، فهل استقرأنا واستخلصنا الدروس منه جيدًا=، دروس العزة والكرامة والإباء.. اليوم يمر عام من معارك طوفان الأقصى؛ انطلقت، ففاجأت، كشفت، وحطمت وانتصرت.. ، تعجز الكلمات أن تعطي توصيفًا لمنظور معركة المعارك في حرب غزة هاشم الأبيّة، وصمود أسطوري لشعب أبيّ معطاء، أضحى وكما عهدناه قبلة الثوار وحاضنة الرباط المقدس.

برًا وجوًا وبحرًا..، فاجأت عملية طوفان الأقصى في مثل هذا اليوم، من العام الماضي المحتل الغاصب، فاجأت المقاومة الإسلامية على أرضها المباركة الكيان الصهيوني في معركة الإرادة والحق ضد الباطل والطغيان، ضد المعسكر الشر الصهيوأمريكي، كاشفة الكثير.. والكثير.

كشفت هذه الحرب وهن بيت العنكبوت المسمى ب »دولة إسرائيل »، كشفت زيف قوة جيشها، وخرافات الجيش الذي لا يُقهر، كشفت مأزقها الاستراتيجي مع شعب فلسطين الصامد، كشفت دونيتها ومعضلة عقيدتها الدينية المحرفة وسرديتها المبتذلة، كما كشفت هوان وزيف ما سمي بالمجتمع الدولي والقانون الدولي ومؤسساته، والأخطر من ذلك والأكثر أنها عرّت حكام ومماليك الأنظمة العربية والدول الإسلامية على استثناءات قليلة وقليلة جدًا.

عملية طوفان الأقصى البطولية حطمت سرديات التفوق الإسرائيلي والأمريكي أو الغربي، الطوفان الذي مازال مستمرا رغم خذلان الكثير من بني جلدتنا، يوم تاريخي حُطمت فيه أصنام القرن الواحد والعشرون، أصنام الصهيوأمريكية المتجبرة على عالم اليوم، جبروت الطغاة المتهالكين، طواغيت الأرض.

الطوفان يوم مع التاريخ، أرخت لملحمة الانتصار الأكبر، غزة هاشم انتصرت بصمودها الأسطوري وتضحياتها التي أبهرت شعوب العالم المختلفة، هذه الشعوب التي شكلت رأيا عاما عالميا متضامنا مع نبل هذه القضية وأبطالها، انتصار جعل الجميع يشكك في بقاء واستمرار دويلة المسخ الصهيونية، وأضحى الكثير من قاطني هذا الكيان يفرون منه، عائدين لبلدانهم الأصلية، ولن يبقى في الأرض إلا أبنائها

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها بالعلامة(*). علامات HTML غير مسموحة