التحرير
232

جزائر الأمل تنتصر

ترى لماذا انتخب الجزائريون الرئيس تبون؟ ولماذا خرج الجزائريون بهذه الكثافة المعتبرة للإدلاء بأصواتهم أولا، ولانتخاب الرئيس عبد المجيد تبون ثانيا؟


هل فعلا، لان الجهاز الانتخابي المعبأ لهذا الغرض قد أدى دوره كما ينبغي، أم لأن الناخب الجزائري قد أدرك بعد كل تلك التجارب المريرة، مع أدعياء الديمقراطية وكل الذين أرادوا زرع الخوف في الناس، أن الاستقرار والاستمرارية هما الحل الأمثل والأنجح لجزائر المستقبل، ووجد بحسه وحدسه السليم في الرئيس عبد المجيد تبون، الضمانة الكافية الشافية لبقاء أشرعة سفينة الجزائر مشرعة على الأمل؟

إن الشعب الجزائري شعب صعب المراس وعسير على القيادة، وكثيرا ما فاجأ وأفحم المحللين الذين وجدوا أنفسهم مرات عديدة خارج الموضوع، ولذلك ليس هناك من مدعاة اليوم إلى علامات التعجب والاستغراب.

إن دخول الرئيس تبون إلى الحلبة مرة ثانية، قد كشف بما لا يدع مجالا للشك أن المواطنين قد توجهوا إلى صناديق الاقتراع للانتخاب على الرئيس  عبد المجيد تبون تحديدا.

المواطن الذي نهض باكرا وذهب إلى صندوق الاقتراع، فعل ذلك لأنه يرى بأم عينه، أن كابوس الأزمة السكنية الذي أفتى أنبياء الهزيمة باستحالة حله، قبل عدة عقود من الزمن، قد أخذ يعرف طريقه إلى الحل، إن لم يكن قد أخذ انفراجا حقيقيا، يتجلى في الآلاف من السكنات التي تنجز ويستفيد منها المواطنون.

المواطن الذي كان يبشره غربان الشؤم بكارثة أكيدة في مجال مياه الشرب، أضحى ينام وهو مطمئن البال إلى أن حنفيته لن تصفر غدا صباحا الهواء والريح، إنما  ستعطيه ماء زلالا للشرب ولمختلف حاجيات ربة البيت ولذلك توجه إلى صندوق  الاقتراع، اعترافا منه بأن الجزائر تتغير نحو الأحسن، دون تجاهل أن هناك مشكلات لا تزال قائمة.

 

الجزائري الذي توجه أمس لكي يدلي بصوته فعل ما فعل لأنه يلمس ويرى كيف أن الطريق الذي يسلكه يوميا أصبح سالكا ولم يعد محل تنازع بين المطبات والحفر والأتربة والغبار، ناهيك عن المشاريع الضخمة في السكك الحديدية التي امتدت إلى الجنوب الكبير.    

الناخب الذي رفض بالأمس الاستجابة لدعاة المقاطعة وأدعياء  الديمقراطية، فعلها لأنه يدرك أن ليس على أحد غيره أن يقرر بدله إذا كان سعيدا أم لا وعما يريد وما لا يريد ولذلك انتخب رئيسه بكل حرية معبرا عن إرادته في اختيار من يريد.

المواطن الذي حرص بالأمس على أن يقول كلمته، فعل ذلك لأنه يرى رأي العين ويلمس لمس اليد أن الجزائر اليوم سيدة قرارها، لا تخضع لأي أحد.  

المواطن الذي حزم أمره وتوجه أمس إلى صناديق الاقتراع، رأى كيف أن للجزائر مواقف مشرفة من القضية الفلسطينية، لا هرولة للتطبيع ولا مباركة للمطبعين.

المواطن الجزائري  قرر وبكل بساطة أن حاضره ومستقبله مرهون بالاستمرارية وليس بالقطيعة التي ما جنى منها في كل مرة غير البؤس وخيبة الأمل والتقهقر عقودا إلى الوراء.

إن مدلول الانتخابات التي جرت البارحة مدلولها الصارخ والواضح إن الجزائريين يريدون لقطار الجزائر مواصلة طريقه المستقيم وبلا توقف. الجزائريون يدركون أن مستقبلهم مشروط  بالثبات على الخط والصبر على متاعب المسيرة، حتى وإن بدا لبعضهم أنها طويلة وشاقة وعسيرة لأنها في نهاية  المطاف هي السبيل لبناء جزائر قوية وآمنة.

ذلك الانحراف الخطير الذي عرفته بلادهم ويأسفون أشد الأسف على تلك الانعطافة التي تحولت في برهة من الزمن إلى خطر كبير يهدد الدولة، أوصلت الجزائر إلى الحالة التي وجدها عليها الرئيس تبون، فبادر بحكمته وحنكته إلى تعزيز اللحمة بين الشعب الواحد، حيث استرجعت البلاد أمنها واستقرارها واستعادت مكانتها القوية والمؤثرة في محافل الأمم وخطت لنفسها مسار التنمية الشاملة.

الجزائريون اليوم، بانتخابهم الرئيس عبد المجيد تبون، إنما يجددون العهد على مواصلة المسيرة، رغم أصوات المزايدين وهواة المغامرة.

نعم، هناك سلبيات عديدة اعترف بها الرئيس تبون، والتزم بحلها، نعم، نعم، هناك ما يقال عن انحراف المسؤولين  وعن بيروقراطية الإدارة  وعن البطالة وعن ارتفاع الأسعار، ولكن ألا يرى هؤلاء وأولئك، أنه وبالرغم من العواصف الهوجاء التي تعصف بالعالم، فإن البيت الجزائري  ثابت ركنه من حجر وسقفه من حديد.

هل تأتى  كل ذلك صدفة، هل عرفت الجزائر كيف تسير مداخيلها البترولية هكذا دون روية وتحكم  وتدبر.

كل ذلك فهمه الناخبون وكل ذلك أدركه الجزائريون، ولذلك صوتوا على عبد المجيد تبون، لأنه الضمان الأكيد على الاستمرارية وبقاء أشرعة سفينة الجزائر عالية وسط الموج المتلاطم إقليميا ودوليا.

لقد انتصر الجزائريون للأمن والاستقرار، انتخبوا لاستكمال مسيرة البناء والنماء، من خلال تجديد العهد مع « جزائر منتصرة »بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، جزائر السيادة والحرية، جزائر العدالة والتقدم، الجزائر الوفية لوديعة الشهداء.  

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها بالعلامة(*). علامات HTML غير مسموحة