الوضع الراهن وعوامل الصمود
الكاتب والناشط السياسي: صابور عماد الدين
112

الوضع الراهن وعوامل الصمود

بالمختصر المفيد لسان حال الجزائر اليوم عنوانه »تعزيز الصمود، البقاء الثبات، لن ننكسر« ويتمثل هذا بتعلق الشعب الجزائري بوحدته ووطنيته.

منذ سنوات طويلة لم يكن الحس الوطني بهذه الصورة التعبيرية عن الصمود، وعن ابتكار وسائل جماعية للعمل خصوصا قرب دوائر الدولة وخلف جدار الإدارات، وترافق ذلك مع رؤية شعبية واضحة باتجاه التضامن وترشيد الاستهلاك والتوجه صوب أسلوب حياة يعكس رؤية اقتصاد الصمود والثبات وتشجيع المنتجات الجزائرية، والاهتمام بالتعليم كخيار استراتيجي للشعب الجزائري والحفاظ على الانتظام في التعليم العالي والتعليم العام.

وباتت النقاشات العامة والخاصة تدور برمتها حول تعزيز الصمود والثبات. بالضرورة أن ينعكس فعل الصمود على مفردات الخطاب الجزائري، حيث اختار الشعب الصمود والوحدة رغم محاولات بقايا الاستعمار تقسيمه منذ سنوات، وبات له تعبيراته وتشكيلاته إلا أن الوحدة الشعبية جعلت الانقسام خلف ظهرها.

بالضرورة أن ينعكس ملف الصمود على الأيادي الخفية الداخلية ذات التأثير الدولي خصوصا أن الرقابة ومنع التلاعب بالأسعار وتوفير السلع واستمرار تدفقها وتأمين الأمن الغذائي ومنع الاستغلال خصوصا أننا نشهد ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الخضروات بأنواعها كافة بصورة مزعجة وغير متناسبة مع القدرة الشرائية للمستهلك وكذلك أسعار اللحوم الحمراء، والتشدد في موضوع تشجيع المنتجات الوطنية، والبحث في تأسيس إستراتيجية تجارية جزائرية مستقلة، ووضع عوائق غير جمركية أمام السلع والبضائع غير المحلية التي تتدفق إلى السوق الوطني وتضارب بشكل غير عادل للمنتجات الجزائرية. ويشمل هذا ، القطاع الزراعي وحقوق المستهلك فيه وسبل دعم الزراعة.

إن عوامل الصمود اليوم يجب أن تمتد للسياسات المالية التي يجب أن تؤشر باتجاه تقنيات الصمود، ويجب اتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية تعمل على تقليل الآثار السلبية السابقة على الوضع الاقتصادي والمالي والتجاري.

والانعكاس لعوامل الصمود يجب أيضا أن يمتد للمؤسسات التي يجب أن توفر الثبات عبر خدمات ومشاريع نوعية بعيدا عن البرامج الممولة ويجب أن تساهم في الرؤية الاقتصادية والمالية، وأن لا تكتفي بدور المتابع والمعقب والناقد على عمل الحكومة دون أن تشكل نموذجا.

وتتكامل الأدوار باتجاه دعم الصمود ورفع الوعي عبر الخطاب الإعلامي ودور الأكاديميين والباحثين بحيث لا يتأثر بالحالات السابقة للأزمات وبالتالي يكون له انعكاس سلبي على الشعب الجزائري أكثر من أن يكون مفيدا، كاستحضار أشخاص عفا عليهم الزمن للحديث وتقييم العمل الحكومي فيصبح هدفهم استحضار أزمات أخرى منذ السبعينات.

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها بالعلامة(*). علامات HTML غير مسموحة